التراث الشعبي بمنطقة توات


تعتبر منطقة توات أو ولاية أدرار حاليا من بين أغنى المناطق في الجزائر بالتراث الشعبي ومنطقة توات هي إحدى المناطق التي كانت فيما سبق منطقة عبور للعديد من القوافل التجارية التي كانت تمر بها قاصدة السودان أو السنغال أو إفريقية الجنوبية وغيرها وقد زار هذه المنطقة العديد من العلماء والمؤرخين ومنهم ابن بطوطة التي زارها وزار خاصة منطقة بودة وحي إحدى أكبر الحواضر في هذه المنطقة ، وتنقسم توات حاليا إلى أربعة أقاليم إثنوثقافية وهي قورارة وتوات الوسطى وتيديكلت وتنزروفت ، ولكل من هذه الأقاليم مميزاته الخاصة به .
وإذا اعتبرنا أن التراث الشعبي ينقسم إلى تراث مادي وشفوي فإن هذه المنطقة غنية بكليهما إذ تحتوي على العديد من العادات والتقاليد والتراث الأدبي وكذلك المخطوطات أما فيما يخص التراث المادي فإنها تحتوي على العديد من القصور والقصبات القديمة والأضرحة والمساجد التي يعبر كل واحد منها عن تاريخ وأمم مرت من هناك وتركت بصماتها شاهدة على ذلك الرقي الحضاري الذي تميزت به هذه المنطقة عن بعض المناطق الأخرى الجاورة لها .
ففيما العادات والتقاليد فهناك العديد منها وهي تخص مختلف المراحل التي يمر بها الإنسان منذ مرحلة الولادة حتى الوفاة كلها طقوس تتداولها الأجيال وتتوارثها ففي الولادة تسمى المرأة النفساء بـ " النفسا " وفي اليوم السابع من الولادة أي يوم العقيقة يقام احتفال ويحضره طلبة المدرسة القرآنية أي الكتاب يحضرون هذا الحفل ويتناولون التمر والحليب وعندما ينتهون يدعون له بالصحة وطول العمر والصلاح وهم يرددون " قاري ستين إيعملوا مالعايشين
أما فيما يخص الرقصات الشعبية فهناك العديد منها ومن بينها يشو وكذلك أهليل والحضرة وقرقابو وبوهاروس وغيرها .
أما فيما يخص المخطوطات فقد شهدت المنطقة فيما سبق حركة أدبية وخاصة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين 11و12 ه ومن بين المخطوطات " روض النسرين في مسائل التمرين وغيرها .
أما القصبات والمساجد والأضرحة فهي كثيرة جدا وتمثل تمنطيط مثلا أحد الشواهد على ذلك بقصورها وأضرحتها وقصباتها التي بنيت على الطراز الإسلامي .
ومن الشعراء الذين برزوا في هذه المنطقة نذكر الشاعر سيدي محمد بن المبروك البودوي هذا الشاعر الذي كان موضوع دراستنا المعدة لنيل درجة الماجستير في قسم الثقافة الشعبية بجامعة تلمسان الجزائر والتي كان موضوعها " الشعر الشعبي الديني في منطقة توات سيدي محمد بن المبروك نموذجا " ومن أشعاره الفصيحة قوله : 
ركاب أحبتي قصدت إلالا فأضحى الصبر بعدهم محالا 
فقلت لصاحبي لما تولت 
تمسك بالسلو فقال لالا 
فكيف الصبر عنهم والتسلي 
ولست أرى في منازلهم غزالا 
ومن شعره الملحون قوله :

الله الله يالدايم 
يا عالم كل علم شوف 
مادا واسيت من جرايم 
تغفر ذنبي بلا كلوف 

وعموما فإن هذه الثقافة وهذا التراث يحتاج إلى عناية كبيرة للحفاظ عليه لأن أغلبه شفويا أو مخطوطا 

المقال ل:  د .سرقمة عاشور
المصدر :  الحوار المتمدن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بلادي زينها زين الحور ويناك يازايرها