تمنطيط بأدرار.. "عاشور" حكايات الذاكرة والزمن الجميل

تحتفل الأمة الإسلامية كل سنة هجرية بعيد عاشوراء من خلال عادات وتقاليد متوارثة عبر الزمن تعكس الإبعاد الروحية والصوفية لهذه المناسبات الدينية الكبيرة وذالك من خلال أنشطة صارت تستقطب عديد الزوار في مختلف المناطق
تمنطيط مدينة خرافية تعانق الأسطورة...في شكلها  وحاضنة ثقافية لتوات تغتسل في طينها الأحمر كل شروق ... وترسم نفحا عابرا للتاريخ والأزمنة  لحكاية من مروا .. زمن المغيلي والعصنوني وقوافل الحجيج والتجارة وصارت عنوان روحيا للعلم والمعرفة ومؤخرا لمناسبة عاشوراء (عاشور) كملتقى سنوي بهذه المدينة الحالمة.
 تمنطيط.. المدينة التراثية العتيقة تقع بولاية أدرار حيث تبعد عن عاصمة الولاية بـ12 كلم وتعكس  تمنطيط الإبعاد التاريخية العميقة  لمن مروا زمن الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي والعلاقة الإنسانية الحضارية التي جمعت مختلف الديانات بمنطقة توات حيت كانت مدينة حيوية وملتقى للقوافل القادمة من تمبكتو وشنقيط الى فاس وسجلماسة وفرق الحجيج والتجارة ...وهو ما تعكسه طبيعتها المعمارية الفريدة ومخطوطاتها الفقهية النادرة وقد قال عنها صاحب القول البسيط في أخبار  تمنطيط محمد العياشي  : «فاعلم أن تمنطيط اسم لمدينة في إقليم توات ،اجتمع فيها العلم والعمارة ،والولاية والديانة والرئاسة.."
 حاليا لازالت المدينة الطينية العريقة محافظة على عبقها التراثي ونسيجها العمراني التواتي الفريد وكذا نسيجها الاجتماعي المتراص وطقوسها الصوفية تعكسه عمارتها الأفريقية الإسلامية وكونها ملتقى لزيارات سنوية كبيرة أهمها عاشوراء.
عاشوراء  مناسبة دينية تشهد عادات وتقاليد بأقاليم توات وقورارة وذالك من خلال تظاهرات أخذت طابعا شبه رسمي خلال السنوات الأخيرة واستغلاله في الترويج السياحي 
adrare_2
والثقافي وبما يعكس التنوع العمق الحضاري الجزائري.
 ولعاشور تلفظ محليا "عاشور" نكهتها وطقوسها بالمنطقة عموما  وتمنطيط حيث تتزين البيوت  الادرارية لاستقبال المناسبة منذ مطلع السنة الهجرية بأعداد الأطباق التقليدية الشعبية أهمها تسمى محليا " بيانو "   بالإضافة إلى تنظيم جلسات عائلية لم تؤثر عليها التكنولوجيات الحديثة.
وتشد الرحال إلى تمنطيط عشية مناسبة عاشوراء حيث تحتضن الساحة الكبرى بالمدينة أنشطة فلكورية و الزيارة السنوية "لسيدي ناجم وتشهد رقصات فلكورية لفرق البارود القادمة من بودة ومناطق توات ...وأخرى بأولاد الحاج بزاوية كنتة تسمى رقصة " يشوو "وتعني رجل الليف  يقوم بها فرد واحد يرتدي ليف النخيل على أنغام البارود والزمار.
وتعرف عاشوراء حضور آلاف الزوار من مختلف ولايات الوطن وتختتم بالفاتحة الكبرى بزاوية الشيخ سيدي احمد ديدي شيخ العلامة الراحل سيدي محمد بلكبير وقراءة جماعية للقرآن الكريم والمتون الفقهية والمديح الديني الذي تحتل فيه "الحضرة والطارة "مكانة خاصة وتشهد المناسبة تقديم محاضرات حول عاشوراء والأعمال المستحبة والدعاء بحلول السكينة والسلام على البلاد والعباد على عهد اللقاء في العام القادم بعدما تنحني الشمس وقت الغروب في كسل ويكأنها لا تريد أن تأفل  تتراجع مصفرة خجلا... من المدينة الحمراء الساحرة.
المصدر: اذاعة ادرار  الجهوية / لحسن حرمةhttps://www.facebook.com/radioadraralgeria

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بلادي زينها زين الحور ويناك يازايرها